اظفر بذات الدين تربت يداك
اخترت زوجتي من بين العشرات من الفتيات، اخترتها لما عرفته عنها من دين وخلق وصفات طيبة جعلتني أختارها وأقتنع بها، ولم آبه أو أهتم للفارق العمري بيننا، فقد كانت تكبرني بعشر أو إحدى عشرة سنة، وبتوفيق الله زفت إلي وتيسر أمر زواجي، وكنت أسعد الناس بها، لقد ملأت علي حياتي وداً وحباً وعطفاً، فشجعتني على الخير وأعمال البر والمسابقة إلى الخيرات والتنافس في طاعة الله، عندما تقبل أرى في وجهها خيري الدنيا والآخرة، مطيعة، صوامة، قوامة، لم تغضبني يوماً أو تثقل كاهلي بطلباتها، تعينني حتى على أمور الدنيا، وقد مرت على زواجنا سنوات من أجمل سنوات عمري، وقد رزقني الله منها خمسة أبناء فلم أجد إلا خيراً.
وإنني والله أعجب اليوم من حال بعض الشباب الذين لا يقبلون على الزواج من فتاة تكبرهم سناً والتي قد تكبرهم خلقاً وديناً وهذا المطلوب، أليس في رسولنا الكريم قدوة؟ الذي تزوج خديجة، رضي الله عنها، وهي تكبره بـ 25 سنة، فأعانته ووقفت بجواره تسانده، وقد صد عنه الناس، ورزقه الله منها الأبناء وكانت من أحب نسائه إليه؟! فهل نحن خيراً أو أفضل أو أكمل من الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى نصف الشروط فوق الشروط عند الخطبة، والبحث عن الزوجة التي تفنن البعض من الشباب، فوق الشروط عند الخطبة، بوضع شروطه في اختيار الزوجة، ما يلبث إلا أن يندم ويتحسر بعد زواجه بمدة يسيرة، ولسان حاله يقول "الدين والخلق أهم الصفات في الزوجة" وهي صفات تعمر الحياة الزوجية وتزيد من سعادة وترابط الأسرة، وتضفي جمالا لا يضاهيه جمال على الزوجة الصالحة الحافظة لبيت زوجها..
فيا ليت الخطيب عند الرؤية الشرعية ينتبه لأشياء أخرى في مخطوبته مثل: هل شعر بالراحة عندما رآها؟ هل وجد الحياء والخلق باديين في محياها ولباسها؟ فالقناعة والظفر بذات الدين هو المغزى، والرسول صلى الله عليه وسلم يدعو بالظفر بها "فاظفر بذات الدين".